_ الملخص:

مما لا شك فيه أن هنالك أهمية بالغة للحوزة العلمية ظهرت آثارها في أوساط الأمة الإسلامية بصورة عامة والأمة الشيعية بصورة خاصة، وذلك من خلال الوجود العميق للحوزة، وهذا الوجود جسده الامتداد المرتبط من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب% وصولاً إلى الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن% الذين كان لهم الدور الكبير في حماية القواعد الإسلامية ومواجهة الانحرافات المختلفة والتي تصب في غاية واحدة وهي تشويه قيم ومبادئ الدين الإسلامي والقضاء عليه، ويأتي هذا البحث لعرض الدور الكبير للحوزات في قم المشرفة بقيادة الإمامين الخميني1 والخامنئيK وكذلك حوزة النجف الاشرف.

ومن اهم النتائج التي حاول البحث ابرازها الاثر الثقافي الذي عكسته الحوزة العلمية على المجتمع الاسلامي فعلى سبيل المثال تحوّلت الحوزة العلمية في قم بالتدريج إلى مؤسسة علمية منظمة كبرى، بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران على يد مفجر الثورة الاسلامية وحامل لوائها سماحة السيد الإمام روح الله الخميني1 في عام 1979م، أعطى سماحته الحوزة العلمية في قم نهضة نوعية وكمية شاملة، وباتت تضم مئات الجامعات والمدارس الدينية ومراكز البحوث والتبليغ والإعلام والمكتبات العامة وقاعات المؤتمرات والمؤسسات الخدمية، وباتت قريبة من الهيكليات والأنساق الأكاديمية، مع احتفاظها بنكهة الدرس المسجدي التقليدي. وهي في مضمونها تشبه أُطروحة السيد محمد باقر الصدر في (المرجعية الرشيدة) و انعكس ذلك على ثقافة المجتمع الاسلامي من خلال: استقبال طلبة العلوم الدينية في الحوزات وتخريج دفعات منهم كمبلغين والدفع بهم الى المجتمع للتوعية والارشاد، وكذلك تأليف الكتب الثقافية، وتأسيس المكتبات العامة والخاصة وانشاء المراكز العلمية الثقافية، وبعد رحيل السيد الإمام الخميني1 واستلام سماحة السيد القائد الخامنئيK فقد سار على نهج السيد الإمام الخميني1 في دعمه للحوزة العلمية، كما تم توضيح بعض الاثار الاجتماعية التي اضفتها الحوزة العلمية وذلك من خلال تطبيق الاسلام العملي وخلق قدوة صالحة يقتدى بها الا وهم العلماء وذكرت نماذج لأهم الشخصيات العلمائية والتي كان من ابرزها سماحة السيد الإمام الخميني1 صاحب الذكرى، وخلفه سماحة السيد الخامنئيK وقد بينت بعضا من مواقفهم اتجاه تحديات المجتمع الاسلامي.