ولاية الفقيه، جدلية التأسيس، وفاعلية تكرار الأنموذج

عباس شمس الدين

(باحث مستقل)

_     الملخص:

ظلّ افتراض نجاح التجربة الثورية لنظرية (ولاية الفقيه) قلقًا سياسيًا يراود أعداء الثورة الإسلامية أكثر من أنصارها، هذا القلق الذي حاول أعداؤها تصديره بعنوان الخوف من (تصدير الثورة) يعبّر بشكل بارز عن شعورهم بقوتها واندفاعها، وإيمانهم بوجود ما يدعو لاستمرارها وتفشيها في العالم الاسلامي.

لكنّ هذا الافتراض المبني على فهم سياسي محضّ قد لا يبدو منطقيًا في خلط خارطة جغرافية قد لا تبدو متناغمة أو منسجمة لتكون مهيّأة لقبول الأفكار الثورية في بنيتها المعرفية (الأصولية والفقهية)، وبعد ما يزيد على الأربعين عامًا يمكننا طرح تساؤلات جدّية بخصوص جدلية الخارطة الجغرافية الحقيقية الحاضنة لتكرار التجربة، بمعنى أكثر وضوحًا: هل يمكننا تقبل ان نجاحات ما في بقعة معينة تحقق ضمانات لنجاحات مماثلة في أماكن مغايرة؟

للوهلة الأولى يبدو (العراق) بسبب طبيعة ارتباطاته الجغرافية والسياسية والاجتماعية والعقدية الفرصة الأنسب لتكرار تجربة (ولاية الفقيه)، ثم يبدأ افتراض كل من (لبنان)، و(البحرين) مقبولًا، ومبررات مذهبية التجربة هي التي تدعو لصنع هكذا افتراضات تتكهن بنجاحات مسبقة. تليها دولا أخرى كأذربيجان واليمن.

هذه الفكرة تتعالى على عقبات رئيسة في المسألة، يتعلّق بعضها في طبيعة الحاضنة الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية في هذه البلدان الثلاثة الأولى؛ فهي بلدان تمتلك قرابات عقدية مع التجربة لكنّها في الوقت نفسه تمتلك بيئة قد تكون معاندة أو رافضة لها لا يمكن تجاوزها، فقياس طبيعة التديّن والوعي الثوريّ والتثقيف الفقهي والسياسي للتجربة في إيران، وضعف ذلك في هذه البلدان يجعل افتراض جغرافية التجربة فيها غير قابلة للتطبيق والمراهنة على النجاح بذات السهولة التي يتمناها كثير من قاطني هذه البلدان.

_     الكلمات المفتاحية:

ولاية الفقيه، الجمهورية الإسلامية، الشيعة، نظام الحكم، العراق، لبنان، البحرين.

المنشورات الأخرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

المنشورات الأخيرة

المحررون

الأكثر تعليقا

المقاطع المرئية