مفهوم البصيرة في فكر الامام الخامنئي (دام ظله)

دراسة تحليلية

أفنان جعفــــر عباس / حوزة السيدة نرجس (ع)

ملخص البحث:

      يُعدّ مفهوم البصيرة من المفاهيم القرآنية العميقة التي حظيت باهتمام كبير في الإسلام، لما لها من دور مهم في بناء الإنسان المؤمن الواعي، الذي يميز بين الحق والباطل في زمن الفتن والتحديات. وقد أولى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) هذا المفهوم عناية خاصة، فجعل منه ركيزة أساسية في مشروعه التربوي والثقافي والسياسي، معتبرًا البصيرة شرطًا لازمًا للثبات على طريق الحق، ولصيانة المجتمع من الانحرافات الفكرية والسياسية.

ينطلق هذا البحث من رؤية السيد القائد، ليركز على البصيرة بوصفها قوة داخلية واعية، تتجاوز الإدراك الظاهري إلى الفهم العميق المرتبط بالإيمان، وتُعدّ من مقومات الاستقامة والصمود في ميادين المواجهة العقائدية والثقافية والسياسية.

   وفي هذا السياق، أتقدّم بالشكر الجزيل إلى جامعة المصطفى العالمية على ما وفرته من اتاحة الفرصة لنتدبر ونتأمل خطابات الامام القائد (دام ظله) كما قال شهيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر: “الحمدالله الذي من علينا بالبصيرة منذ اليوم الأول لأننا ننتمي الى هذه المدرسة وهذه المقاومة التي تملك الوعي وتراكم التجربة”

الكلمات المفتاحية: القران الكريم، روايات اهل البيت (ع)، الامام الخامنئي،البصيرة،الحرب الناعمة.

Summary of the research:

The concept of insight is one of the profound Qur’anic concepts that has received great attention in Islam, due to its important role in building a conscious believer who distinguishes between truth and falsehood in times of temptation and challenges. Imam Sayyid Ali Khamenei has paid special attention to this concept, making it a key pillar in his educational, cultural and political project, considering insight as a necessary condition for steadfastness on the path of truth, and for safeguarding society from intellectual and political deviations.

This research is based on the vision of the Leader and focuses on insight as a conscious inner strength that transcends superficial perception to a deep understanding linked to faith and is considered one of the components of steadfastness and steadfastness in the fields of ideological, cultural and political confrontation.

In this context, I extend my sincere thanks to Al-Mustafa International University for the opportunity to reflect on the speeches of the Imam, as the martyr of the resistance, His Eminence Sayyid Hassan Nasr, said: “Praise be to God who gave us insight from the first day because we belong to this school and this resistance that has awareness and accumulated experience.”

Keywords: Holy Quran, Ahl al-Bayt narratives, Imam Khamenei, insight, soft warfare.

المقدمة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمدالله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق اجمعين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد..

    تمثل البصيرة في الرؤية الإسلامية نورًا داخليًا يهبه الله لعباده، لتكون وسيلة للهداية، وميزانًا للتفرقة بين الحق والباطل، لا سيّما في زمن تكثر فيه الفتن وتتعدد أوجه التضليل والانحراف. وقد أكد القرآن الكريم على أهمية البصيرة في مواضع عدة، منها قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108]، فكانت البصيرة ركنًا في الدعوة، ومبدأً في التبليغ، وأساسًا في الثبات على خط الحق.

   وفي هذا الإطار، يبرز فكر الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) كمنهج متكامل يعطي للبصيرة دورًا محوريًا في بناء الإنسان الرسالي، وإعداد المجتمع المقاوم، وتحقيق المشروع الإسلامي الحضاري. لقد تناول الإمام الخامنئي البصيرة في خطبه ومحاضراته وتحليلاته، لا بوصفها مفهومًا معرفيًا فحسب، بل كضرورة تُعزِّز الوعي، وتُحصِّن الفرد والمجتمع من الاختراقات الفكرية والسياسية، وعليه كان عنوان بحثي” مفهوم البصيرة في فكر الامام الخامنئي (دام ظله)”

وتتجلى أهمية هذا البحث في عدة نقاط، أبرزها:

1. الكشف عن المفهوم العميق للبصيرة في الفكر الإسلامي، وتحديدًا في فكر الإمام الخامنئي.

2. تسليط الضوء على مواجهة التحديات والفتن والانحرافات التي تهدد كيان الأمة.

3. الاستفادة من فكر الإمام الخامنئي كمصدر للفهم، والبناء الفكري، والروحي، والسياسي.

   ويسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:

1. بيان مفهوم البصيرة لغويًا واصطلاحيًا، والتمييز بينها وبين البصر.

2. تحليل رؤية الإمام الخامنئي لمفهوم البصيرة ودورها في حياة الفرد والمجتمع.

3. تقديم رؤية قرآنية وروائية معاصرة للبصيرة تعزز الوعي والمواقف السليمة.

4.إبراز دور النخبة الواعية في نشر البصيرة داخل المجتمع، ومسؤوليتهم في التصدّي لحالات التشويش والتضليل الفكري.

   وتم اعتماد المنهج التحليلي الاستنباطي في هذا البحث، بالاستناد إلى القرآن الكريم والروايات الشريفة، مع دراسة فكر الإمام الخامنئي من خلال كتبه، وخطاباته، ولقاءاته المتعددة.  وقد تم تقسيم البحث إلى محورين رئيسيين، يتضمن كل محور مطالب فرعية:

المحور الأول: الإطار المفاهيمي للبصيرة ويتضمن تعريف البصيرة لغة واصطلاحًا والفرق بين البصر والبصيرة والمحور الثاني البصيرة في فكر الإمام الخامنئي ويتضمن تعريف البصيرة من منظوره وأهميتها واستعراض لبعض النماذج التي ذكرها الامام الخامنئي في خطاباته وفي الختام، تُطرح النتائج المستخلصة من البحث، والتوصيات التي يمكن أن تفتح آفاقًا لمزيد من الدراسات في هذا المجال.

كما وأتقدّم بخالص الشكر والتقدير إلى جامعة المصطفى العالمية على دعمها المتواصل للحركة العلمية والبحثية، وإلى أساتذتي الكرام في حوزة السيدة نرجس (عليها السلام) على ما بذلوه من توجيه وإرشاد كان له الأثر الأكبر في إنجاز هذا العمل.

المحور الاول: الإطار المفاهيمي للبصيرة

    قبل الخوض في البصيرة لابد لنا ان نتوقف على أهم المباحث التصورية من قبيل معرفة معنى البصيرة لغة واصطلاحاً.

المطلب الأول: تعريف البصيرة لغة واصطلاحاً

اولاً: البصيرة لغةً

    ” تشتق كلمة البصيرة الجذر الثلاثي (بَصُرَ)، الباء والصاد والراء أصل واحد بمعنى العلم بالشيء ويقال: هو بصير به وأصل ذلك كله وضوح الشيء إذا رأيته: بصرت بالشيء: إذا صرت به بصيراً عالماً وأبصرته إذا رأيته”.[1]

    ويقال “بصر وأبصر الشيء، وبَصُرَ به، وقد بَصُرَ بعمله، إذا صار عالِمًا به، وهو بصير به، وذو بصيرة وبصار، وهو مستبصرٌ في دِينه وعمله، وعمى الأبصار أهونُ مِن عمى البصائر، وأبصر الطريق: استبان ووضح، وله فِراسة ذات بصائر، وهي الصادقة”.[2]

وتعرف بأنها عقيدة في القلب او الفطنة والثبات في الدين والحجة والاستبصار في الشيء[3]و”قوة الادراك، والفطنة، والعلم، والخبرة”.[4]

    ومِن المعنى اللُّغوي يتضحُ أن مدلولَ البصيرة يدور حول العِلم بالشيء، والمعرفة الواضحة، والحجة، والرؤية الصادقة؛ إذ ليس كلُّ مبصر بصيرًا، فكم من فاقد لعينِ البصر لكنَّ الله تعالى منَّ عليه بنورِ البصيرة، فيرى ما لا يراه المبصرُ بعين رأسه، وعمى البصيرة أشدُّ من عمى البصر.

ثانياً: البصيرة اصطلاحاً

   يرد تعريف البصيرة بأنها قوة للقلب المنور بنور القدس يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها، بمثابة البصر للنفس يرى به صور الأشياء وظواهرها، وهي التي يسميها الحكماء: العاقلة النظرية، والقوة القدسية[5]، او هي كلمة مشتقة من البصر والابصار وتعني الرؤية والنظر وكذلك البصيرة لكن البصيرة تستعمل في النظر الباطني والرؤية العميقة[6].

المطلب الثاني: الفرق بين البصيرة والبصر

      يمكن القول بوجود وجه افتراق بين البصيرة والبصر، فهما “مفهومان متقابلان، فالأول بالقلب أو اعمال العقل والفكر والثانية بالعين المجردة، فالبصر إدراك العين للمبصرات، وهو من الحواس الظاهرة”[7] والبصر إذا كان متعلقاً بجارحة العين تجده يأتي مع الأمور الحسية[8] أي هو الادراك الحسي عبر العين لرؤية الأشياء المادية المحسوسة فهو نظر العين الذي يمتلكه كل مبصر، أما البصيرة: “قوّة إدراكية باطنة، تتعلّق بالمعاني والمعقولات، وهي بمنزلة البصر للقلب”[9] وتأتي البصيرة في الأمور المعنوية لتعلقها بالقلب[10] أي هي الإدراك العقلي أو القلبي، ورؤية الحقائق والمعاني الباطنية بالأفكار والايمان وهي أعلى من البصر

المطلب الثالث: البصيرة في القرآن الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام

     تُعَدّ البصيرة من المفاهيم المركزية التي اعتنى بها القرآن الكريم، إذ لم ترد فقط بمعناها الحسي، بل برزت بوصفها أداة عقلية وروحية يُهتدى بها إلى الحق، وفي هذا دلالة على أن الدعوة إلى الله لا تُبنى على التقليد الأعمى، بل على إدراكٍ واعٍ ونظرٍ ثاقب، حيث يوجه القرآن الكريم والائمة المعصومين (عليهم السلام) المؤمنين إلى طلب البصيرة، والتمسك بها، لما لها من أثر في ترسيخ الإيمان، وتصحيح المسار، وتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة واليك بعض الآيات القرآنية التي وردت في القرآن الكريم:

1- البصيرة في دعوة الانبياء كما جاء في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[سوره يوسف:108] أن التوحيد الخالص والإيمان الكامل لا يناله إلا أولو البصائر واليقين، وهم قلة، ممن يدعون إلى سبيل الله عن وعي وبصيرة. وهذا السبيل هو سبيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة إلى الإيمان المحض، ويشاركه فيه من كان مخلصًا، عارفًا بمقام ربه، ذا يقين راسخ وبصيرة ووعي.[11]

2- البصيرة كحجة داخلية، قال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [سورة القيامة: 14] تشير الآية إلى أن البصيرة هي رؤية القلب والإدراك الباطني، وتُطلق على الإنسان المدرك لنفسه والمطلع على باطن أمره، ويُعد أفضل شاهد على الإنسان يوم القيامة هو نفسه. وقد فسّر بعض العلماء البصيرة بمعنى الرؤية، أو الاطلاع، أو الشخص المطلع، أو الحجة والدليل والبرهان.[12]

3- تعتبر البصيرة منفعة تعود للإنسان، قال تعالى ﴿قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ [سورة الأنعام: 104]، ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تفسير الآية أن البصيرة للقلب كالبصر للبدن، فمن أبصر الحق وآمن به عاد نفعه إلى نفسه، ومن عمي عن الحق وضلّ، فعاقبة ذلك وبال عليه، والله هو الحفيظ الذي يحفظ الأعمال ويجازي عليها. [13]

4- الكتب السماوية مصدر للبصيرة كما ورد في قوله تعالى ﴿ولَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[سورة القصص: 43]، إن الكتاب (التوراة) الذي أنزل على موسى كان حججًا وبراهين وعِبَرًا يبصر بها الناس أمر دينهم، وأدلة وهدى ورحمة لمن آمن واتبع، وقد جعلها الله حجة واضحة لتمييز الحق من الباطل، ووسيلة للهداية والرحمة، ليتذكر الناس ويفقهوا ما يجب عليهم من الاعتقاد والعمل[14] وفي السياق نفسه قال تعالى ﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأعراف:203]، تشير الآية إلى أن القرآن دلائله ظاهرة، وحججه واضحة، وبراهينه ساطعة، وأن المؤمن البصير هو من يمتلك الرؤية الواضحة لمعرفة أمور الدين وتمييز الحق. [15]

5- القلب موضع البصيرة قال تعالى ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأبصار، ولكن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[سورة الحج:46]، تشير الآية ان في الإنسان قوة عاقلة مدركة تدرك المحسوسات بالحواس الظاهرة، أما في المؤمن فهناك قوة عاقلة روحية تدرك الأسرار والعبر والعظات، وتُميز الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، ومحلها القلب الذي له حواس قلبية غذاؤها التقوى[16].


البصيرة في روايات أهل البيت عليهم السلام

     حظيت البصيرة بمكانة عظيمة في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، حيث قُدّمت على أنها من أعظم ما يملكه الإنسان في طريق الهداية والثبات على الحق، خصوصًا في أزمنة الفتنة والانحراف. فالبصيرة لا تُختصر في الذكاء أو الحفظ أو كثرة العلم، بل تتعلّق بصفاء القلب، وصدق النية، وعمق الوعي، والارتباط بنور الله، وهناك الكثير من الروايات نورد بعضاً منها:

1- يقول الإمام علي (عليه السلام):إِنَّمَا الْبَصِيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ ونَظَرَ فَأَبْصر”[17]،وفي هذا تأكيد على أن البصيرة ليست مجرد نظر، بل تأمل ينتج عنه تمييز الحق عن الباطل.

2- وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام): “العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق، لا يزيده سرعة السير إلا بُعدًا”[18]،وهنا يظهر أن البصيرة شرط أساسي في صحة العمل، وأن الجهد بلا وعي قد يؤدي إلى الانحراف.

3- قال الامام الصادق(ع): “كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله، وأبلى بلاءً حسنًا، ومضى شهيدًا”[19]، فالبصيرة عند أبي الفضل العباس (عليه السلام) تمثل قمة الوعي والولاء في أصعب الظروف. ويُعدّ من أبرز شخصيات كربلاء التي تجسّدت فيها البصيرة النافذة والإيمان الراسخ والقدرة على الادراك العميق للحقائق، والتمييز بين طريق الله وطريق الهوى، خاصة في أوقات الفتن. وبعد استعراض المفهوم القرآني والروائي للبصيرة، ننتقل إلى النظر في تجليات هذا المفهوم في فكر قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، لما له من تأثير عميق في الواقع الإسلامي المعاصر.

المحور الثاني: البصيرة في فكر الامام الخامنئي

     تعد البصيرة من المفاهيم المركزية في فكر الامام السد علي الخامنئي، حيث يوليها أهمية بالغة في بناء الفرد والمجتمع، ويعتبر شرطا أساسيا للثبات في مواجهة التحديات والفتن.

المطلب الأول: معاني البصيرة في فكر الامام الخامنئي

     يرى الامام الخامنئي (دام ظله) ان البصيرة تمثل عنصرا أساسيا في البناء العقائدي الذي يتعلق بالوعي الديني والفكري والقدرة على فهم العقائد بعمق والبناء السياسي والقدرة على تحليل الاحداث والتمييز بين العدو والصديق لذا يُعرّف الإمام الخامنئي البصيرة بإنها: “القدرة على الرؤية الصحيحة المتشكّلة من عقل الإنسان وثقافته وتربيته وتجربته ودينه[20]

   أو هي “الوعي والتنبه ورسم الاتجاه الصحيح”[21] فهي تساعد الأنسان على تحديد المسار الصحيح والاهداف بوضوح وتركيز الجهود والطاقات في الاتجاه الصحيح.

     ويضيف سماحته أن البصيرة ضرورية لتحقيق النجاح الكامل “البصيرة هي الشرط اللازم والاساسي للنجاح في كل شيء للتوصل الى تحقيق الأهداف”[22].

       ويشبه البصيرة بأنها اشعاع داخلي ينير طريق الانسان في الحياة فهي بمثابة البوصلة التي توجه الانسان في الظلمات وتساعده على تجنب الضلال والانحراف “بمثابة سراج يضئ الطريق في جنح الليل وبوصلة تقود الى المسار الصحيح للتحرك باتجاه الهدف في صحاري الحيرة” [23]

    وأنها تعني “معرفة الزمان، ومعرفة المتطلبات، ومعرفة الأولويات، ومعرفة العدو، ومعرفة الصديق، ومعرفة الوسيلة التي يجب استخدامها في مواجهة العدو هذه المعارف هي التي تمثل البصيرة.[24] ونلحظ في هذا النص أن البصيرة هي فهم الواقع بدقة، وتشمل معرفة الوقت المناسب، ما يحتاجه الموقف، ما هو الأهم، من هو العدو ومن هو الصديق، وكيفية التعامل مع كلٍّ منهم بطريقة صحيحة.

المطلب الثاني: أهمية البصيرة في فكر الامام الخامنئي

     تُعدّ البصيرة من المفاهيم المحورية في فكر السيد علي الخامنئي، وتحظى بأهمية بالغة في رؤيته لبناء الإنسان والمجتمع. فهو يؤكد باستمرار أن البصيرة ليست مجرد معرفة أو اطلاع، بل هي الوعي العميق الذي يُمكّن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل، وتحديد الاتجاه الصحيح في خضم الفتن والتحديات. ومن خلال البصيرة، يستطيع الفرد أن يتعامل مع الأحداث بوعي ومسؤولية، وأن يكون فاعلًا في مجتمعه. ولذلك، يشدد الامام الخامنئي على ضرورة امتلاك البصيرة باعتبارها شرطًا أساسيًا للثبات على المبادئ، ولحماية الأفراد والمجتمعات من الانحراف والضياع في زمن كثرت فيه التحديات والتشويش الفكري.

اولاً: البصيرة في مواجهة الفتن والانحرافات

    يؤكد الإمام الخامنئي أن البصيرة تعد الحصن المنيع في مواجهة الفتن والانحرافات وتعتبر أحد أهم الأدوات التي يحتاجها الإنسان والمجتمع الإسلامي لمواجهة الانحرافات الفكرية والسياسية والاجتماعية، ووقاية الأمة من التيه والانخداع بأساليب العدو، وقد أشار الامام الخامنئي مرارا ان الفتنة ليست محصورة بزمن أو فئة، بل هي خطر دائم يتطلب الاستعداد الدائم واداته الأساسية هي البصيرة قائلا:

 “من الأمور التي تتابعها ايدي الفتنة اليوم في العالم زرع الخلافات المذهبية والطائفية بين المسلمين وان الشيء الذي يمكنه الوقوف بوجه ذلك هو البصيرة وتنوير الأفكار والتبليغ الصحيح وعدم الوقوع في فخ العدو[25] وذكر أيضا “الفتنة كالضباب تلبد الأجواء، وتحتاج الى مصباح ضباب وهو نفس البصيرة”[26]

“إذا توفّرت البصيرة لن تستطيع أغبرة الفتنة تضليلهم وإيقاعهم في الخطأ. وإذا لم تتوفّر البصيرة فقد يسير الإنسان في الطريق الخطأ حتى لو كانت نيّته حسنة”[27]

   وقد حذر الامام من أن الانسان إذا دخل ساحة المواجهة بلا بصيرة فانه قد يتحول من حيث لا يشعر الى أداة بيد العدو، حتى لو كانت نيته صالحة فلا بد من وعي عميق وقراءة صحيحة للأحداث قائلا: الذين يقاومون في ساحة المواجهة، إن لم تكن لديهم بصيرة، فسيكونون أداة بيد العدو وهم لا يشعرون.[28]

ثانياً: البصيرة في مواجهة الحرب الناعمة والإعلام المضلل

     يعتبر الإمام الخامنئي أن البصيرة هي العنصر الأساسي في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء وهي أخطر من الحروب العسكرية لأنها تستهدف عقول وقلوب الشعوب، فهي تساعد على التمييز بين الشعارات الزائفة والحقيقية، وتمنع الانخداع بأساليب العدو.  يقول الإمام الخامنئي:

“إنّ الأولويّة الرئيسة في البلاد اليوم، مواجهة الحرب الناعمة للعدو التي تهدف إلى بث الريبة والتفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب، وأهم سُبُل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبويّة والأمل الكامل في المستقبل والمراقبة الجادة في حالات التشخيص.”[29] وله توصيات تاريخية وثابتة في هذا المجال

“لا تجعلوا قول تلك الصحيفة او وكالة الانباء او المحطة التلفزيونية معياراً لمواقفكم، فمتى لمستم اشتدادا في ضراوة الهجوم الذي تشنه الصحف ووسائل الاعلام واثارة الأجواء وما شابه ضد أي امر يخص النظام أو الحكومة أو الشخصية الفلانية فينبغي التأكد حينها”[30]

      ويُحذّر الإمام الخامنئي من خطورة غياب البصيرة، حيث يُمكّن ذلك الإعلام المضلل من ابعاد الناس عن المنهج الحق وأن يجد صورة كاذبة او ممزوجة بالكذب والصدق مما يُسهل على الأعداء تنفيذ حملات إعلامية تهدف إلى العولمة وفصل الدين عن الدولة، مما يؤدي إلى تمييع الهوية الإسلامية والإساءة إلى الرموز الإسلامية وإسقاطها وظهور شخصيات تدّعي التحدث باسم الدين كالتشيع اللندني ، أو أمراء التكفير الذين يضلّلون الناس ويشوّهون صورة الإسلام[31] لذلك، يُشدد الإمام الخامنئي على أهمية البصيرة كوسيلة لحماية الأمة من التضليل الإعلامي والحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة.

ثالثاً: البصيرة في التشخيص الصحيح والدقيق للحقّ والباطل

     تُعدّ البصيرة الوسيلة الأساسية لتشخيص الواقع بدقة والتمييز بين الحق والباطل؛ من خلال التدبر والتأمل والتفكير وأشار بقوله “ينبغي علينا أن نفتتح أعيننا والا نمر على الاحداث مرور الكرام كي نحقق البصيرة في ضوء التأمل والتدبر والتقييم الصحيح للأحداث والقضايا”[32] واكد على ضرورة اتخاذ المواقف الصائبة استنادًا إلى المعايير الإسلامية، بعيدًا عن التأثر بالدعايات المضللة والإعلام المعادي ويحذر القائد من الاعتماد على الشخصيات أو الوسائل الإعلامية كمعيار للحق، مشددًا على ضرورة التقييم الصحيح للأحداث والقضايا عبر المصادر والطرق الشرعية، لضمان السير على الطريق المستقيم وتجنب الانحرافات قائلا:” هناك أمور عديدة نصّبها الله تعالى للبشر، لهدايتهم من جهة، وليفرّقوا بين الحقّ والباطل من جهة أخرى، منها: القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمعصومين، والعلماء الاتقياء وعلى رأسهم الولي الفقيه”[33]

المطلب الثالث: تجليات البصيرة في فكر الامام الخامنئي (دام ظله)

أولا: الامام علي وأنصاره أصحاب البصيرة والصبر

    يُعتبر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) نموذجًا حيًا للبصيرة والصبر منذ شبابه حتى استشهاده؛ فقد أدرك حقيقة الإسلام منذ بدايته، وثبت على موقفه، متحملًا الصعوبات، ومبادرًا في ميادين الجهاد والعمل السياسي والإداري “ان الامام (عليه السلام) كان يتحلى منذ مطلع شبابه وحتى شهادته بصفتين البصيرة والصبر فمنذ ان خفقت راية الاسلام بيد الرسول انطلاقا من غار حراء في جبل النور وجرت على لسانه كلمة لا إله الا الله وصدح مبشرا بالنبوة والرسالة، شخص علي بن ابي طالب هذه الحقيقة الوضاءة وثبت على موقفه هذا وتحمل المشاكل والصعوبات الناجمة عنه فان تطلب جهدا بذل له جهده وان تطلب جهادا جاهد من اجله وان استلزم تضحية وضع روحه على طبق الاخلاص ونزل الى الميدان وان استدعى عملا سياسيا ونشاطا اداريا وحكوميا بادر اليه” [34] وفي حرب صفين لم يقف الامام (عليه السلام)  بوجه الكفار فان الجبهة التي وقفت امامه كانت جبهة يقيم رجالها الصلاة ويقرؤون القرآن ويحافظون على المظاهر وقد تصدى أصحاب الامام الخواص الخلص الذين كانوا معه منذ اول الاسلام ولم ينفصلوا لحل المشكلة ومنهم سيدنا عمار بن ياسر(عليه السلام) بقوله أن الراية التي يرفعها معاوية وعمرو بن العاص هي نفسها التي واجهت النبي في بدر وأحد، بينما راية الإمام علي هي امتداد لراية النبي(صلى الله عليه واله وسلم)، هذا التوضيح جسّد البصيرة الحقيقية في تمييز الحق من الباطل رغم التشابه الظاهري[35]

ثانيا: الامام الحسن (عليه السلام) بصيرة استراتيجية في مواجهة الطغيان

   يشير الإمام الخامنئي إلى أن موقف الإمام الحسن (عليه السلام) في صلحه مع معاوية كان عين البصيرة والاستقامة، حيث كان الهدف إعداد الأرضية لمواجهة طويلة الأمد مع الطواغيت ّقائلا “إن مـا قـام بـه الإمــام الحسن عليه الـسـلام مع ما قـام به الإمـام علي عليه السلام ومـا قـام به الإمـام الحسين عليه كــل الأئـمـة لـه مـضـمـون واحــد ً ومـعـنـى واحـــد؛ وهـو المقاومة ببصيرة واستقامة وفهم للتكليف”.[36]

ثالثا: عاشوراء مدرسة البصيرة

    أن الإمام الحسين (عليه السلام) جسّد أرقى معاني البصيرة والثبات، ويجب الاقتداء به في الوعي والصلابة في مواجهة الانحراف والضلال “إنَّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان مظهر البصيرة والصمود، كما أن أتباعه يجب أن يكونوا على نفس النهج”[37] وأن البصيرة في يوم عاشوراء هي الأساس في نصرة الدين، فهي التي تُمكّن الإنسان من تمييز الحق وسط الفتن واتخاذ الموقف الصحيح “ عاشوراء تعلّمنا أن البصيرة لازمة للإنسان في دفاعه عن الدين أكثر من أيّ شي‏ء آخر.”[38]

    إن من أبرز معاني واقعة عشوراء هي انها ليست مجرد تضحية، بل مسيرة وعي وبصيرة بدأها الإمام الحسين (ع) منذ خروجه من المدينة، “أنّ قضية عاشوراء ليست فقط قضيّة تضحية وشهادة، بل هناك حقائق أخرى في هذه القضيّة وهي بذور المعرفة والبصيرة التي نثرت منذ بدْءِ مسيرة الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، وهذه من خصوصيّات واقعة عاشوراء.”[39]

رابعا: العباس (عليه السلام) رجل البصيرة والوفاء

   كان العباس (عليه السلام) قمة في البصيرة والوفاء؛ تجلت بصيرته في رفضه للأمان دون الحسين، وتقديمه إخوته الثلاثة فداءً له، وظهر وفاؤه حين امتنع عن شرب الماء في كربلاء رغم شدة عطشه، إيثارًا للإمام وأهل بيته، يقول قائد الثورة الإسلامية: “في الزيارات والكلمات الواصلة عن الأئمّة (ع) حول أبي الفضل العبّاس، جرى تأكيد جملتين: إحداهما البصيرة والأخرى الوفاء وكما أن جميع أصحاب الإمام الحسين (ع) كانوا من ذوي البصيرة لكنّه أظهر بصيرة كبرى ففي يوم تاسوعاء عندما سنحت له الفرصة الخلاص من هذا البلاء حيث اقترح عليه الاستسلام في مقابل اعطائه الامان تعامل بقوة وشهامة افحمت الاعداء حين قال لهم: وهل اتخلى عن الحسين؟! الويل لكم! افلا لكم ولأمانكم هذا! وثمة نموذج اخر لبصيرته وذلك عندما امر ثلاثة من اخوته الذين كانوا بالتقدم قبله الى ميدان الحرب والجهات حتى نالوا الشهادة فان يضحي المرء بإخوته الثلاثة امام عينيه من اجل الحسين بن علي دون التفكير في امه المحزونة او الاكتفاء بواحد منهم حفاظا على مشاعر امه والاهتمام بمصير اخوته الصغار ومن سيعونهم في المدينة المنورة فهذه هي البصيرة، كما تجلّى وفاء العباس (عليه السلام) عندما بلغ شريعة الفرات، واغترف غرفة من الماء، ثم تذكر عطش الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، فرمى الماء من يده ولم يشرب. هذا الموقف يُظهر عمق وفائه وتفانيه في نصرة الإمام الحسين (عليه السلام)”.[40]

خامسا: الامام الخميني كان بصيرا وقاطعا

    كان الامام الخميني(قدس) نموذجًا متكاملًا في الإيمان والعمل والبصيرة، جمع بين قوة الروح، وصدق الكلمة، ووضوح الهدف، وقيادة حازمة تستند إلى وعي وذكاء نافذ “تميزت شخصية الامام بقوة الايمان والعمل الصالح والإرادة الفذة والعزيمة والشجاعة والحزم والصراحة والوضوح في الكلام والصدق وطهارة الروح والمعنويات العالية وكان ايضا بصيرا وشديد الذكاء وورعا وحازما ونافذا في قيادته[41]

     وبفضل بصيرته التامة وحسمه القاطع، وقف صامدًا أمام مؤامرات الاعداء، فكان سدًا منيعًا في وجههم رغم احترامهم الظاهري له “لم يكن شخصا مبغوضا في أعين هؤلاء الاعداء أكثر من الوجه المشرق والشمس الساطعة لإمامنا الخميني العظيم فانهم كانوا يحترمونه، ولكن كانوا يعادونه في قرارة قلوبهم لأنه كان صامدا امامهم، ولأنه بخصوصيتين نادرتين فيه هما البصيرة التامة والحسم القاطع فإنه كان يرى جيدا ويدرك جيدا ويصمد بحسن كان سدا امام تقدمهم وتامرهم وضرباتهم ولذلك كانوا يعادونه[42]

الخــــاتمة والنتائج:

   بعد هذا العرض المفصل لمفهوم البصيرة في ضوء الرؤية الإسلامية وفكر الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، يتضح أن البصيرة ليست مجرد معرفة عقلية أو إدراك نظري، بل هي نور يهبه الله لعباده الصادقين، ليكون وسيلة للهداية والثبات. لقد بيّن الإمام الخامنئي في خطاباته ومواقفه أهمية البصيرة باعتبارها شرطًا أساسًا للنجاة، وأداة فعالة في مقاومة الانحراف، وركيزة لبناء الإنسان الرسالي، والدولة الإسلامية الواعية.

ومن أبرز النتائج التي توصّلنا إليها:

1. البصيرة تمثل جوهر الوعي الرسالي والسياسي، وتعدّ من أهم مقومات الشخصية الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي.

2. الإمام الخامنئي لا ينظر إلى البصيرة كمجرد معرفة، بل كعنصر تكويني في الإنسان المؤمن، يوجّه مواقفه ويحدد خياراته.

3. الفتن والانحرافات لا تُواجه إلا بالبصيرة والوعي.

4. الخطابات العملية للإمام الخامنئي، خاصة في المناسبات المفصلية، تعدّ مدرسة متكاملة في فهم وتطبيق البصيرة.

التوصيات والمقترحات:

1. ضرورة إدخال مفهوم البصيرة كمادة دراسية أو محور ثقافي في الحوزات والجامعات الإسلامية.

2. العناية بخطابات الإمام الخامنئي وتحليلها تربويًا وفكريًا؛ لما تحمله من مضامين رفيعة.

3. إعداد برامج توعوية للشباب ترتكز على مفهوم البصيرة ودورها في مواجهة الحرب الناعمة وحروب الوعي.

4. إجراء دراسات مقارنة بين فكر الإمام الخامنئي حول البصيرة وفكر سائر العلماء المعاصرين.

5. إنشاء مركز دراسات مختص بفكر الإمام الخامنئي، يكون مرجعًا للباحثين والمهتمين.

6. إنتاج محتوى إعلامي (مقاطع، دورات، مقالات) موجه لفئات الشباب يعالج مفهوم البصيرة من زاوية تطبيقية معاصرة.

وبذلك، نأمل أن يكون هذا البحث لبنة متواضعة في طريق خدمة الفكر الإسلامي الأصيل، وتعزيز الوعي والبصيرة في أوساط الأمة، راجين من الله القبول والتسديد، ومن أهل العلم الدعاء والنقد البناء.

المصادر والمراجع:

  • القران الكريم
  • أساس البلاغة، الزمخشري (583ته)، ط1، بيروت، 1399ه.
  • الامام الخميني كما يراه الامام الخامنئي، مركز منارة الامام المهدي (عج)، ط1، دار المحجة البيضا،2000م.
  • الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل، ناصر مکارم شیرازی(ت:القرن 15)، تح: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام)، ط1، بيروت، 1379ه.
  • إنّ معي لبصيرتي، السيد الخامنئي، شبكة المعارف الإسلامية، 2019م.
  • البصيرة في كلام الامام الخامنئي، مؤسسة الراية الثقافية، د.ط.
  • البصيرة والاستقامة، الامام الخامنئي، ط1، دار المعارف الحكمية، لبنان،1437ه.
  • التحقيق في كلمات القرآن الكريم، السيد حسن المصطفوي(ت:1426ه)، تح: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1416ه.
  • التعريفات، الجرجاني(ت816ه)، تح: جمع من العلماء، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403ه.
  • تفسير الصافي، الفيض الكاشاني(ت1019ه)، تح: العلامة الشيخ حسين الأعلمي، ط2.
  • التفسیر الواضح، محمد محمود حجازی (ت:1392ه)، تح: دار الجيل، ط1، بيروت، 1413ه.
  • جلاء البصيرة، الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، ط1، دار المعارف الحكمية، لبنان،1441ه.
  • خطاب الولي(2010م)، مركز نون للتأليف والترجمة، ط1، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
  • رؤية الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة، مركز قيم للدراسات، د.ط.
  • رؤية الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة، مركز قيم للدراسات، ط:1، بيروت،2022م.
  • شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد(656ه)، تح: إبراهيم أبو الفضل، ط1، قم، 1404ه.
  • الكافي، الشيخ الكليني(ت:329ه)، تح: عليّ أكبر الغفاريّ، ط4، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، طهران، 1363ه.
  • الكلمات القصار للسيد الخامنئي، مركز المعارف للتأليف والتحقيق، د.ط، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
  • لسان اللسان، مهنا عبد الله، تح: المكتب الثقافي لتحقيق الكتب، ط:1، بيروت، 1413ه.
  • مجمع البيان، فضل بن حسن الطبرسي(548ه)، تح: فضل الله يزدي، ط:2، بيروت، 1408ه.
  • المعجم الوسیط، مصطفى إبراهيم، ط1، إسطنبول، 1989م.
  • مقاييس اللغة، ابن فارس(ت395ه)، تح: عبد السلام محفوظ، ط:1، قم المقدسة ،1404ه.
  • موسوعة الامام علي بن ابي طالب(ع) في الكتاب والسُنَّة، محمّد الريشهري(معاصر)، تح: مؤسسة دار الحديث الثقافية، ط1.
  • الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطبطبائي، تح: مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدّرسين بقم المشرّفة، ط5، إيران – قم، 1417ه‏.
  • الرسائل والأطاريح:

دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني (أطروحة دكتوراه)، محمد ياس الدوري، جامعة بغداد كلية التربية،2005م.

  • المواقع الالكترونية

https://www.almaaref.org  _1

https://www.baqiatollah.net   -2

https://arabic.khamenei.ir   _ 3    

https://alwelayah.net    _4


([1])  مقاييس اللغة، بن فارس ج1، ص253-254

([2]) اساس البلاغة، الزمخشري، ج1، ص40

([3]) ينظر لسان اللسان، مهنا عبد الله، ج1، ص201

([4])  المعجم الوسیط، مصطفى إبراهيم، ج1، ص 59

([5]) ينظر التعريفات، الجرجاني، ج1، ص46

([6]) ينظر جلاء البصيرة، الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، ص17

([7]) التحقيق في كلمات القرآن الكريم، السيد حسن المصطفوي ج:2، ص:276

([8]) ينظر دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني (أطروحة دكتوراه)، محمد ياس الدوري، ص266

([9])  التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج2، ص282

([10]) ينظر دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني، ص266

([11]) ينظر الميزان في تفسير القرآن ، محمد حسين طباطبائي، ج: 11، ص: 274.

([12]) ينظر الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل، ناصر مکارم شیرازی، ج:19، ص: 214.

([13]) ينظر تفسير الصافي، الفيض الكاشاني، ج2، ص99.

([14]) ينظر المیزان في تفسیر القرآن، ج16، ص 50.

([15])ينظر مجمع البيان، فضل بن حسن الطبرسي ،ج: 4، ص: 790.

([16]) ينظر التفسیر الواضح، حجازی محمد محمود، ج2، ص594.

([17]) شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، خطبة153، ج9، ص158.

([18]) الكافي، الشيخ الكليني، باب من عمل بغير علم، ج1، ص43.

([19])موسوعة الامام علي بن ابي طالب(ع) في الكتاب والسُنَّة، محمّد الريشهري، ج1، ص134 نقلا عن سر السلسلة العلوية:98، عمدة الطالب:356.

([20])  إن معي لبصيرتي، الامام الخامنئي، ص4.

 ([21]) البصيرة والاستقامة، الامام الخامنئي، ص17-18

([22])  https://www.almaaref.org نقلا عن خطاب لسماحة القائد أمام حشد من الطلاب والشباب في مدينة قم بتاريخ 26/10/2010،

([23]) رؤية الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة، خطاب لسماحة القائد أمام حشد من الطلاب والشباب في مدينة قم بتاريخ 26/10/2010، ص107

([24])https://www.baqiatollah.net ، نقلا من كلمة الإمام الخامنئيّ دام ظله في لقاء أعضاء المجمع العالي لتعبئة المستضعفين بمناسبة أسبوع التعبئة في 27-11-2014م.

([25]) البصيرة في كلام الامام الخامنئي، مؤسسة الراية الثقافية ينقل من كلمة للإمام الخامنئي في طائفة من رجال الدين (13/12/2009)، ص44.

 ([26])  المصدر السابق من كلمة للإمام الخامنئي في الأعضاء التعبويين للمجلس العلمي في الجامعات (23/6/2010)، ص48.

([27]) https://arabic.khamenei.ir، من كلام الامام الخامنئي بتاريخ 7/10/2009

([28]) المصدر السابق، من خطاب الامام الخامنئي في يوم الحرس الثوري بتاريخ 17/4/2006م.

([29]المصدر السابق من خطاب الامام الخامنئي في يوم الحرس الثوري بتاريخ 26/11/2009م.

رؤية الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة، مركز قيم للدراسات، ص108-109 ([30])

([31])  ينظر ان معي لبصيرتي، ص51-52

([32]) رؤية الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة، خطاب لسماحة القائد أمام حشد من الطلاب والشباب في مدينة قم بتاريخ 26/10/2010، ص107

([33]) إن معي لبصيرتي، ص60-61

([34]) البصيرة في كلام الامام الخامنئي، مؤسسة الراية الثقافية، من كلمه للإمام الخامنئي في جمع من طلاب المدارس والجامعات 3/11/1998م، ص23.

([35]) ينظر خطاب الولي(2010م)، مركز نون للتأليف والترجمة، ص11.

([36]) البصيرة والاستقامة، الامام الخامنئي، ص44.

([37]) https://alwelayah.net، نقلا عن توجيهات القائد بتاريخ 9/1/2008م.

([38]) الكلمات القصار للسيد الخامنئي، مركز المعارف للتأليف والتحقيق، ص73.

([39])https://www.baqiatollah.net، كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في حشود التعبويين النموذجيين، طهران-27/11/2011م.

([40]) https://alwelayah.netنقلا عن خطبة السيد القائد بحق ابي الفضل العباس يوم الجمعة 9 محرم 1421ه في طهران.

([41])الامام الخميني كما يراه الامام الخامنئي، مركز منارة الامام المهدي (عج)، ص23. 

([42]) البصيرة في كلام الامام الخامنئي، من كلمه للإمام الخامنئي في لقائه قاده الحرس الثوري 17/9/2013م، ص81.

المنشورات الأخرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

المنشورات الأخيرة

المحررون

الأكثر تعليقا

المقاطع المرئية