استراتيجية النصر في سورة الفتح وقيام الثورة الإسلامية الإيرانية

م. كرار محمد حسن

ماجستير تفسير وعلوم القران /جامعة المصطفى العالمية

ملخص

 استراتيجية النصر في سورة الفتح وقيام الثورة الإسلامية الإيرانية – دراسة مقارنة في ملامح النصر والانتصار  

سورة الفتح السورة 48 في المصحف تُعدّ من السور القرآنية التي تُقدم رؤية استراتيجية شاملة للنصر، حيث تربط بين العوامل الروحية والسياسية والاجتماعية لتحقيق التمكين. وفي العصر الحديث، تُعتبر الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) نموذجًا تطبيقيًا لانتصار حركة إسلامية معاصرة. يهدف هذا البحث إلى دراسة استراتيجية النصر في (سورة الفتح) ومقارنتها بملامح انتصار الثورة الإيرانية، لاستخلاص أوجه التشابه والاختلاف في آليات النجاح. 

أهمية البحث: فهم النموذج القرآني للنصر وتجسيده في واقع معاصر, تحليل دور العوامل الدينية والسياسية في تحقيق النصر, الاستفادة من الدروس المستخلصة في الحركات الإسلامية المعاصرة. 

أهداف البحث: تحديد عناصر استراتيجية النصر في سورة الفتح , تحليل عوامل نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية,  المقارنة بين النموذج القرآني والنموذج الثوري الإيراني في تحقيق النصر. 

منهجية البحث : هي المنهج التحليلي التاريخي المقارن  تحليلي لدراسة آيات سورة الفتح واستخراج مفاهيم النصر, المنهج التاريخ لتحليل مراحل الثورة الإيرانية المنهج المقارن لرصد أوجه التشابه. 

المقدمة:

إن جوهر النصر الحقيقي لا يُختزل في لحظة سقوط حصن أو رفع راية بل هو تحول وجودي في وعي الأمة، وإعادة تشكيل إرادتها الجمعية.ك ما في سورة الفتح  بوصفها وثيقةً كونيةً لفلسفة النصر لا تُعلن مجرد حدث تاريخي، بل تكشف عن قانون تمكين يستند إلى معادلة ثلاثية الأبعاد(روح الايمان, حركة النتظيم , تمكين السياسة) وفي المقابل ، تشكلت ثورة إيران الإسلامية كتجسيدٍ أرضي لهذه المعادلة، محققةً انتصاراً أعاد تعريف القوة في العصر الحديث. 

أن النصر كـ تحوُّل نفسي لا كحدث مادي في سورة الفتح قال تعالى: ( يَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) (الآية 2)  النصر هنا عملية تطهير داخلي تسبق التمكين الخارجي. 

أما في الثورة الإيرانية: تحويل المظلومية الشيعية إلى إرادة ثورية عبر خطابٍ حوَّل الهوية الدينية إلى طاقة تحريرية, منها استراتيجية قلب المفاهيم  كما في الحديبية  ما بدا هزيمةً (منع العمرة) تحول إلى فتح مبين عبر تفجير طاقات السلام.

  الثورة: تحويل المنفى (الإمام الخميني) إلى مركز قيادة روحية، وتحويل المساجد إلى قلاع مقاومة التمكين عبر التماسك الوجودي قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (الآية 18) – الرضا كقوة رابطة تتجاوز المصلحة. 

الثورة: الوحدة بين المرجعية – الشعب – الحوزة كنسيج وجودي هزم الانقسامات الطبقية. 

 وفي الإطار النظري: النصر القرآني  تظهر الدراسة أن كلا النموذجين ينتميان إلى نصر المستضعفين الذي يعيد تعريف مصادر القوة: القوة الناعمة (الإيمان) تهزم ,القوة الصلبة, (السلطة الشاهنشاهية/قريش) هذا لا يكتشف تشابهاً تاريخياً فحسب، بل يكشف عن سنة إلهية في صيرورة التغيير فالنصر الحقيقي يبدأ بفتح القلوب قبل فتح الأرض، ويتوج بتحقيق الأمن الوجودي في سورة الفتح: الآية 26) الذي هو غاية كل حركة تحرر.

المبحث الأول: استراتيجية النصر في سورة الفتح

تقدم سورة الفتح (القرآن الكريم، السورة 48) رؤية عميقة لاستراتيجية النصر الربانية، التي لا تقوم على القوة المادية وحدها، بل على أسس روحية وجماعية فريدة. جوهر هذه الاستراتيجية هو التأييد الإلهي المباشر للمؤمنين الصادقين المقرون باليقين بأن النصر من عند الله وحده, كما تُبرز السورة الصلح (مثل صلح الحديبية) كخطوة استراتيجية حكيمة، تُمهد الطريق لنصر أعظم وتحول دبلوماسي يخدم أهداف الدعوة, وتؤكد السورة على أن الوحدة والالتزام الجماع ي تحت قيادة واضحة، والانضباط الروحي والأخلاقي في الصفوف، هما عماد أي انتصار. وأخيراً، تربط السورة النصر بتحقيق المغفرة والتزكية مما يجعل النصر الحقيقي هو نصر القلب والروق قبل الأرض والمواقع., ومن خلال السورة المباركة نبحث المحاور للابعاد الثلاثة للنصر و الانتصار هم البعد الديني, والتنظيمي , والسياسي

المحور الأول : البعد الديني

  الإيمانية والتوكل على الله هما من أهم المبادئ في الإسلام، وقد تطرق القرآن الكريم إلى أهميتهما في عديد من الآيات, جاء في سورة الفتح : ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ (الفتح:1)، وقوله تعالى: ﴿وَنَصْرًا مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحًا قَرِيبًا﴾ (الصف:13) في تفسير الميزان( يرى أن الفتح المبين يشمل النصر المادي والمعنوي، وهو مرتبط بتقوى الله وثقة المؤمنين بوعد الله).[1] الفتح المبين (الانتصار العاجل والآجل)  قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ المقصود بالفتح هنا ليس فتح مكة فقط، بل يشمل النصر المعنوي والمادي، بما في ذلك صلح الحديبية الذي كان بداية انتصار الإسلام وانتشاره. كما يظهر العلامة مكارم الشيرازي في تفسيره ( يؤكد أن الإيمان بالغيب والاستعداد النفسي هما أساس النصر، كما في صلح الحديبية الذي كان خطوة تكتيكية لإضعاف العدو).[2]

التوكل على الله تعالى:

 التوكل على الله تعالى يعني الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، والثقة بقدرته على تحقيق النتائج وهو النصر حاء في قوله تعاله (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (المائدة: 23) هذه الآية تشير إلى أهمية التوكل على الله تعالى للذين يؤمنون به , كما جاء في قوله تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: 3)هذه الآية تشير إلى أن الله تعالى يكفي من يتوكل عليه.

 الصير والثبات :

 قال تعالى ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾.  الآية المُحلَّلة: سورة الفتح (الآية 26) الآية تُقارن بين سلوكين: سلوك الكفار قائم على الحمية الجاهلية (الانفعال وغياب الحكمة) و سلوك المؤمنين: قائم على السكينة والتقوى (الصبر والثبات).  يشرح العلامة الطبطبائي أن (الحمية الجاهلية) هي تعصب القبائل العربية ضد الإسلام لاعتبارات قبلية، بينما (السكينة) هي هبة إلهية جعلت المؤمنين يتجاوزون الانفعال بالصبر, و يُؤكد أن ( كلمة التقوى) تعني الالتزام بالأخلاق الإسلامية حتى في حالات الصراع، وهو أساس النصر الاستراتيجي).[3]  

  بينما  يرى الشيخ مكارم الشيرازي (أن (السكينة) ليست مجرد طمأنينة، بل استراتيجية روحية لمواجهة الضغوط، مشيرًا إلى أن النبي (ص) والمؤمنين تحلّوا بالصبر رغم استفزازات الكفار في الحديبية, يُضيف أن الصبر هنا ليس ضعفًا، بل قوة داخلية تُحافظ على الهدف الاستراتيجي).[4] 

 يُشير العلامة سبحاني  (إلى أن إلزامهم كلمة التقوى يعني ترسيخ مبدأ الولاية الإلهية، حيث الثبات على الإيمان هو سر انتصار المسلمين). [5] يُقارن بين حمية الكفار, (التي تُفكك المجتمع) وسكينة المؤمنين(التي تُوحده).

المحور الثاني : البعد التنظيمي

القيادة والوحدة:

القيادة والوحدة عند النبي (ص) : القيادة الحكيمة الأساس التنظيمي تُعد القيادة النبوية الركيزة الأولى في البناء التنظيمي لاستراتيجية النصر في سورة الفتح، وتتجلى في البيعة تحت الشجرة (بيعة الرضوان) قال تعالى  ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18].  جاء في تفسير الميزان للطباطبائي, أن البيعة كانت التزامًا جماعيًّا بالطاعة للقيادة النبوية، وتجسيدًا للوحدة في المواقف الحرجة.[6]

 بينما في تفسير الأمثل يؤكد أن البيعة أسست لمبدأ الولاية السياسية والدينية، حيث الطاعة للقائد واجب شرعي.[7]  الطاعة للقيادة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [الفتح: 17]   : طاعة الرسول جزء من طاعة الله، وهي أساس.[8]

القيادة والطاعة:

البيعة تحت الشجرة (بيعة الرضوان) الآية: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ (الفتح: 18).تفسير الطبطبائي ( يصف البيعة بأنها “التزام جماعي بالطاعة للقيادة، وتجسيد للوحدة السياسية).[9]   تفسير مكارم الشيرازي الأمثل،(يربط بين البيعة و”بناء الدولة الإسلامية عبر مؤسسات قائمة على الولاية الشرعية). 

 الوحدة في القيادة :

بين المؤمنين عامل حاسم في النصر، وتظهر في السورة عبر التعاضد وعدم التفرق قال تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103] (مبدأ عام يُستخلص من سياق سورة الفتح)جاء في تفسير الطبري( يشير إلى أن الاعتصام بحبل الله يعني التمسك بقيادة النبي ووحدة الصف).[10] الوحدة| ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ﴾ [الفتح: 26]  الحمية الجاهلية تعني التفرقة، بينما وحدة المؤمنين تقاومها.[11]

المحور الثالث:  البعد التنظيم السياسي

المرونة السياسية :

 صلح الحديبية نموذجًا لتكتيك المرونة لتحقيق مكاسب استراتيجية, جاء في تفسير نور الثقلين,( يرى أن الصلح كان خطوة لتفكيك التحالفات المعادية وتمهيدًا لفتح مكة). [12] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ (الفتح: 1)، حيث فُسِّر (الفتح المبين) بصلح الحديبية، الذي كان خطوة تكتيكية لتحقيق مكاسب استراتيجية, بينما في تفسير الميزان( فيرى أن الصلح كان مقدمة لفتح مكة، وخطوة لتفكيك التحالفات المعادية).[13]  بينما  الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ( يؤكد أن المرونة في التفاوض مع قريش أثبتت حكمة القيادة النبوية في تجنب الصدام المباشر).[14]

ف كلا التفاسير التي ذكرت تظهر البعد السياسي لدى النبي صلوات الله عليه ( صلح الحدبية وهو التكتيك الساسي, خطوة سياسي ,المرونة) فهذا الإسلام يظهر البعد السياسي الذي كان يمارسه النبي صلى  في صدر الاسلام.

التحالفات السياسي:

 السياسية مع القبائل قالى تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ (الفتح: 24).  إبرام التحالفات مع قبائل العرب كان جزءًا من استراتيجية عزل قريش سياسيًّا وعسكريًّا, وهذا ما يذكره  العلامة جعفر سبحاني في تفسيره يشير إلى أن التحالفات الداخلية مع القبائل مثلت عمقًا استراتيجيًّا للمسلمين.

تفكيك التحالفات المعادية  قال تعالى : ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا﴾ (الفتح: 11).   فضح المنافقين ومواقفهم المترددة كان جزءًا من سياسة تطهير الصف الداخلي.  في تفسير نعمة الله الصالحي (تفسير نور الثقلين، ج5، ص45): يذكر أن التمييز بين المؤمنين والمنافقين كان ضرورة لضمان تماسك الجبهة الداخلية”. 

المبحث الثاني :استراتيجية النصر في قيام الثورة الاسلامية الايرانية

تركزت استراتيجية انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) على ركائز فريدة، تمثلت أولاً في القيادة الحكيمة للإمام الخميني الذي حوَّل المرجعية الدينية إلى قيادة سياسية جامعة، مُوحِّدًا الإيرانيين تحت شعار(استقلال، حرية، جمهورية إسلامية). ثانيًا: اعتمدت على التعبئة الشعبية العابرة للطبقات عبر خطاب ثوري يجمع بين الهوية الدينية والمطالب الوطنية، مُستندة إلى الشبكة الواسعة للمساجد والحسينيات كقواعد تنظيمية. ثالثًا: نجحت في تحويل المحن إلى فرص، مثل استغلال أحداث مثل مجزرة سينما ركس (1978) لفضح نظام الشاه، وتعزيز الشرعية الثورية. كما وظَّفت أساليب نضال سلمية مبتكرة كالإضرابات العامة والتظاهرات المليونية التي شلَّت مؤسسات الدولة، بينما حافظت على السلمية رغم القمع الدموي. وأخيرًا: حققت الانتقال من الثورة إلى الدولة عبر استفتاء شعبي مباشر، جسَّد الإرادة الجماهيرية في إقامة نظام الجمهورية الإسلامية كبديل جذري, هذه الاستراتيجية المتكاملة حوَّلت الثورة من حركة احتجاجية إلى تحول تاريخي غيَّر وجه إيران والمنطقة. هذا البحث يدرس استراتيجية النصر في فكره من خلال ثلاثة أبعاد رئيسة:

البعد الدني ، البعد القيادي، البعد السياسي

 المحور الأول : البُعد الديني:

العقيدة أساس النصر:

 أكد الإمام الخميني أن الثورة لا تنجح إلا بقلبٍ مؤمن وعقلٍ مُستنير بالقرآن (كتاب “الحكومة الإسلامية”، ص 35). لتأسيس الفكري هو الركيزة الأساسية لنجاح أي حركة تغيير، وقد أكد الإمام الخميني على أهمية الدين كمحرك للتغيير. في كتابه “الحكومة الإسلامية”، يشدد الإمام الخميني على أن الثورة لا تنجح إلا بقلب مؤمن وعقل مستنير بالقرآن. هذا المفهوم يؤكد على الدور الحيوي للإيمان والتفكير المستنير في تحقيق النصر والتمكين. سورة الفتح، بتوجيهاتها وآياتها، تقدم لنا رؤية شاملة حول استراتيجية النصر والتمكين، وتعزز فكرة أن الإيمان والتوكل على الله تعالى هما أساس النجاح.[15]

الشعارات الإيمانية: 

في فكر الإمام الخميني، كانت الشعارات الرئيسية للثورة الإسلامية الإيرانية تعبر عن رؤية واضحة ومحددة لمستقبل إيران والعالم الإسلامي, الشعارات مثل (لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية).[16] كانت تعبر عن رفض التأثيرات الخارجية والاستعمار، والرغبة في بناء نظام حكم إسلامي مستقل. كما كان الإمام الخميني يؤكد على أن (لثورة مشروع ديني عالمي)، مما يعكس رؤية شاملة للثورة كجزء من حركة إسلامية عالمية تهدف إلى تحقيق العدالة والحرية. هذه الشعارات كانت تعبر عن فكرة أن الإسلام هو الحل، وأن تطبيق الشريعة الإسلامية هو السبيل لتحقيق السعادة والرفاهية للشعوب.

 الجهاد والشهادة:

 في فكر الإمام الخميني، كانت دماء الشهداء تعتبر وقودًا يحرك عجلة الثورة. الإمام كان يؤمن بأن الشهادة في سبيل الله تعالى هي أسمى درجات الإيمان، وأنها تلهم الأجيال وتدفعهم إلى مواصلة النضال من أجل الحق والعدالة.[17] في خطابه في ذكرى شهداء الثورة، أكد الإمام الخميني على أن الشهادة هي المحرك الحقيقي للتغيير والتحرير. دماء الشهداء، في نظره، كانت رمزًا للتضحية والفداء، وكانت مصدر إلهام للثوار في مواجهة الظلم والاستبداد.

المحور الثالث: البُعد التنظيمي

 القيادة الشرعية:

ولاية الفقيه في فكر الإمام الخميني، كانت ولاية الفقيه تمثل أساسًا لقيادة الأمة، حيث استند إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتأكيد شرعية هذه القيادة, رأى أن ولاية الفقيه هي امتداد لولاية النبي والأئمة، وأنها تستند إلى مبدأ قوله تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). (النساء: 59). هذا المفهوم يعكس رؤية شاملة للقيادة الإسلامية عند الامام ، حيث يعتبر الفقيه هو المرجع الأعلى في تفسير الشريعة وتطبيقها.( ولاية الفقيه)، في نظر الإمام الخميني، هي الضمانة لاستمرارية العدالة والاستقرار في المجتمع الإسلامي.[18]

الوحدة :  

لعبت لجان المساجد ومراكز التعبئة والتوجيه السياسي دورًا حيويًا في تعبئة الجماهير وتوعيتها السياسية. هذه اللجان والمراكز كانت تمثل منابرًا للخطابة والدعوة، ولتثقيف الناس حول قضايا الأمة ومصالحها.[19]

 الإمام الخميني كان يؤكد على أهمية دور المساجد في التعبئة والتوجيه السياسي، ويرى أنها يجب أن تكون مراكز إشعاع فكري وروحي. من خلال هذه اللجان والمراكز، يمكن للأمة أن تتحرك بشكل فاعل نحو تحقيق أهدافها والتصدي للتحديات.[20]

الحور الثالث: البُعد السياسي:

المرونة والتحالفات:

 استغلال ضعف نظام الشاه  في خطاباته في المنفى، (استغل الإمام الخميني ضعف نظام الشاه لفضح سياسته الموالية لأمريكا).[21]الإمام الخميني هاجم الشاه بسبب تبعيته للغرب، مستندًا إلى حديث من تشبه بقوم فهو منهم. هذا الموقف يعكس رؤية الإمام الخميني للاستقلال الوطني والسياسي، ورفضه للتبعية الأجنبية. كانت هذه الخطابات تعتبر دعوة قوية للشعب الإيراني لرفض النظام والعمل على تغييره.[22]

 التحالفات الداخلية:

 في إطار بناء قاعدة شعبية قوية، عمل الإمام الخميني على توحيد مختلف الفئات الاجتماعية تحت شعار (الشعب جيش الإمام). جمع الإمام الخميني بين رجال الدين والطلاب والعمال، وحدد أهدافًا مشتركة تجمعهم في مواجهة نظام الشاه. وحدة الصفوف هذه كانت تعكس رؤية شاملة للثورة، حيث يمكن لكل فئة أن تسهم بدورها في تحقيق الأهداف الوطنية والسياسية. كانت هذه التحالفات الداخلية أساسية لنجاح الثورة الإيرانية.[23]

المرونة في المواقف الدولية:

 مبدأ (لا شرقية ولا غربية)  إطار رفض الانحياز إلى القوى العظمى، تبنى الإمام الخميني مبدأ لا شرقية ولا غربية كأساس للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا المبدأ يعكس رفضًا للتبعية لأي من المعسكرين الشرقي أو الغربي، مع التركيز على بناء تحالفات إسلامية قوية).[24] الإمام الخميني كان يرى أن هذا المبدأ يعزز الاستقلال الوطني والسياسي، ويسهم في تعزيز الوحدة الإسلامية. من خلال هذا المبدأ، يمكن لإيران أن تلعب دورًا فاعلًا في المنطقة.

التوكل على الله تعالى: التوكل على الله تعالى يعني الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، والثقة بقدرته على تحقيق النتائج وهو النصر حاء في قوله تعاله (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (المائدة: 23)

المبحث الثالث: استراتيجية النصر في سورة الفتح وفكر الأمام الخميني (مقارنة في  أوجه التشابه).

تجتمع استراتيجية النصر في سورة الفتح والثورة الإسلامية الإيرانية في ثلاثة أبعاد جوهرية البعد الديني: اعتمدَ كلا النموذجين على الشرعية الإلهية كمحركٍ رئيسي (وعد الله بالنصر في السورة، وخطاب “الحكومة الإسلامية” للإمام الخميني)، مع ربط النجاح بالتزكية الروحية والمغفرة .والبعد التنظيمي الذي تميّز كلاهما بـوحدة الصف تحت قيادة موحِّدة (الرسول ﷺ / الإمام الخميني) واستغلال البنى الدينية ( المساجد والحسينيات) لتعبئة الجماهير عبر خطابٍ يجمع بين الروحي والوطني , و البعد السياسي اعتماد الحلول غير التقليدية كمرحلة انتقالية (صلح الحديبية المؤدي للفتح, الإضرابات السلمية الممهّدة لسقوط الشاه)، وتحويل التحديات إلى فرصٍ لتعزيز الشرعية وبناء نظامٍ جديد (دولة الإسلام الجمهورية الإسلامية). 

هذه التشابُهات تُظهر نمطاً قرآنياً وتاريخياً لتحقيق النصر عبر التوازن بين الإيمان والتنظيم والحكمة السياسية. 

المحور الاول  :أوجه  التشابه  في البعد الديني

  • جاء في سورة الفتح : ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ (الفتح:1).وقوله تعالى: ﴿وَنَصْرًا مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحًا قَرِيبًا﴾ (الصف:13) في تفسير الميزان( يرى أن الفتح المبين يشمل النصر المادي والمعنوي، وهو مرتبط بتقوى الله وثقة المؤمنين بوعد الله).[25]
  • والفتح المبين (الانتصار العاجل والآجل)  قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ كما يظهر العلامة مكارم الشيرازي في تفسيره ( يؤكد أن الإيمان بالغيب والاستعداد النفسي هما أساس النصر .
  • اما في الثورة الإسلامية  أكد الإمام الخميني أن الثورة لا تنجح إلا بقلبٍ مؤمن وعقلٍ مُستنير بالقرآن في كتاب الحكومة الإسلامية لتأسيس الفكري هو الركيزة الأساسية لنجاح أي حركة تغيير، وقد أكد الإمام الخميني على أهمية الدين كمحرك للتغيير
  • التقوى (الصبر والثبات).   هي هبة إلهية جعلت المؤمنين يتجاوزون الانفعال بالصبر, و يُؤكد أن ( كلمة التقوى) تعني الالتزام بالأخلاق الإسلامية حتى في حالات الصراع، وهو أساس النصر الاستراتيجي).[26]  

المحور الثاني : أوجه التشابه في البُعد التنظيمي

  • القيادة والوحدة عند النبي (ص)  تُعد القيادة النبوية الركيزة الأولى في البناء التنظيمي لاستراتيجية النصر في سورة الفتح، وتتجلى في البيعة تحت الشجرة (بيعة الرضوان) قال تعالى  ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18].  جاء في تفسير الميزان, أن البيعة كانت التزامًا جماعيًّا بالطاعة للقيادة النبوية، وتجسيدًا للوحدة في المواقف الحرجة.[27] ب: في فكر الإمام الخميني، كانت ولاية الفقيه تمثل أساسًا لقيادة الأمة، حيث استند إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتأكيد شرعية هذه القيادة, رأى أن ولاية الفقيه هي امتداد لولاية النبي والأئمة، وأنها تستند إلى مبدأ قوله تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). (النساء: 59).
  • الطاعة والبيعة : في تفسير الأمثل يؤكد أن البيعة أسست لمبدأ الولاية السياسية والدينية، حيث الطاعة للقائد واجب شرعي.[28]  الطاعة للقيادة | ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [الفتح: 17]   : طاعة الرسول جزء من طاعة الله، وهي أساس.[29] القيادة السياسية النبوية  البيعة تحت الشجرة (بيعة الرضوان) الآية: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ (الفتح: 18) في تفسير الميزان يصف البيعة بأنها التزام جماعي بالطاعة للقيادة، وتجسيد للوحدة السياسية).[30]

المحور الثالث : أوجه التشابه في البُعد السياسي:

  • المرونة السياسية: صلح الحديبية نموذجًا لتكتيك المرونة لتحقيق مكاسب استراتيجية, جاء في تفسير نور الثقلين,( يرى أن الصلح كان خطوة لتفكيك التحالفات المعادية وتمهيدًا لفتح مكة). تفكيك التحالفات المعادية  الآية: ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا﴾ (الفتح: 11).   فضح المنافقين ومواقفهم المترددة كان جزءًا من سياسة تطهير الصف الداخلي.[31] بينما استغل الإمام الخميني ضعف نظام الشاه لفضح سياسته الموالية لأمريكا).[32] الإمام الخميني هاجم الشاه بسبب تبعيته للغرب، مستندًا إلى حديث من تشبه بقوم فهو منهم. هذا الموقف يعكس رؤية الإمام الخميني للاستقلال الوطني والسياسي، ورفضه للتبعية الأجنبية. كانت هذه الخطابات تعتبر دعوة قوية للشعب الإيراني لرفض النظام والعمل على تغييره.[33]
  • التحالفات الداخلية: الوحدة بين المؤمنين عامل حاسم في النصر، وتظهر في السورة عبر التعاضد وعدم التفرق قال تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103] (مبدأ عام يُستخلص من سياق سورة الفتح)جاء في تفسير الطبري( يشير إلى أن الاعتصام بحبل الله يعني التمسك بقيادة النبي ووحدة الصف).[34] وفي فكر الامام  في إطار بناء قاعدة شعبية قوية، عمل الإمام الخميني على توحيد مختلف الفئات الاجتماعية تحت شعار (الشعب جيش الإمام). جمع الإمام الخميني بين رجال الدين والطلاب والعمال، وحدد أهدافًا مشتركة تجمعهم في مواجهة نظام الشاه.

نتائج البحث :

  1. الاعتماد على الشرعية الإلهية والتمكين الغيبي سورة الفتح: تؤكد أن النصر مُنح بموعد إلهي (“إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا”)، وتربطه بالتزكية والمغفرة . 

الثورة الإيرانية: استندت إلى خطاب الإمام الخميني القائم على “نصرة المستضعفين” كواجب ديني، واعتبرت انتصارها تحقيقًا لوعد إلهي بتغيير نظام الطغيان . 

  2. الوحدة التنظيمية تحت قيادة موحَّدة سورة الفتح: حوَّلت الصحابة إلى كتلة متراصة حول النبي ﷺ، خاصة في صلح الحديبية الذي مهَّد للفتح . 

– الثورة الإيرانية: وحَّد الإمام الخميني الشعب عبر شبكة المساجد والحسينيات، وحوَّل التعبئة الدينية إلى إطار تنظيمي جماهيري عابر للطبقات . 

3. المرونة السياسية وتحويل التحديات إلى فرص- سورة الفتح: مثَّل “صلح الحديبية” (المعاهدة السلمية) خطوة تكتيكية لتحقيق نصر أكبر لاحقًا (فتح مكة) . 

– الثورة الإيرانية: استغلت أحداثًا مثل “مجزرة سينما ركس” (1978) لفضح نظام الشاه، وحوَّلت المظاهرات السلمية والإضرابات إلى ضغط سياسي أسقط النظام . 

 4. الدور المحوري للعوامل المعنوية – سورة الفتح: ركزت على “السكينة و”تثبيت الأقدام كأسباب للنصر، وأبرزت دور الصبر والثبات . 

– الثورة الإيرانية: اعتمدت على الخطاب الروحي (كشعار “لا شرقية ولا غربية”)، والصمود أمام القمع، مع تصوير النضال كجهاد في سبيل الله . 

 5. تحقيق النصر عبر التراكم لا المفاجأ سورة الفتح: ربطت بين “الفتح القريب” (الحديبية) و”الفتح المبين” (مكة)، مؤكدة أن النصر يتحقق عبر مراحل . 

– الثورة الإيرانية: انتقلت من مرحلة الاحتجاج إلى إسقاط الشاه (1979)، ثم بناء نظام الجمهورية الإسلامية عبر استفتاء شعبي، مما جعل النصر تحولًا مؤسسيًّا لا مجرد انتصار عسكري . 

المصادر:

  • القران الكريم
  • تفسير الميزان, العلام الطباطبائي , طبعة بيروت , الاعلمي,ط1, 1987م
  • تفسير الأمثل، الشيخ مكارم الشيرازي ,طبعة دار الكتب الاسلامية , ط1 , 1995م
  • منشور جاويج ,الشيخ جعفر سبحاني ,مؤسسة الامام الصادق , قم ط1, 1424ه
  • تفسير نور الثقلين, الشيخ الجوزي ,مؤسسة الاعلمي, ط1, 2024م
  • محمد حسنين هيكل، “الثورة الإيرانية”، دار الشروق، 1981،
  • الإمام الخميني، الخطابات السياسية، جمعية المعارف الإسلامية،
  • تفسير الطبري, محمد بن الطبري, المكتبة العلمية بروت, ط , 1997م
  • الإمام الخميني، ولاية الفقيه، دار التعارف، بيروت.  ينضر: الإمام الخميني، الحكومة الإسلامية، دار التعارف، بيروت، 1979.
  • الدكتور رضوان السيد، الإسلام والسياسة في إيران، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية،ط 1, 2000م
  • الحكومة الإسلامية في روية الأمام الخميني , تراث الأمام, قم, مركز المصطفى ,ط1,  1432ق,
  • الأمام الخميني , قراءة في البعد السياسي والفكري والاجتماعي , مجموعة باحثين ,مركز الهدى ط1 ,2021م

[1] ) العلامة للطباطبائي , نفسير الميزان , طبعة بيروت , ج18، ص12

[2] ) مكارم الشيرازي, تفسير الأمثل، طبعة بيروت , ج23، ص45

[3] ) العلامة الطباطبائي , تفسير الميزان, الجزء 18، صفحة 258

[4] ) الشيخ مكارم الشيرازي (تفسير الأمثل)الجزء 16، صفحة 412

[5] ) الشيخ جعفر سبحاني (منشور جاويد) الجزء 7، صفحة 125

[6] ) تفسير الميزان للطباطبائي (ج 18، ص 258)

[7] ) تفسير الأمثل لمكارم الشيرازي (ج 16، ص 407)

[8][8] ) الميزان (ج 18، ص 260)

[9] ) تفسير الطباطبائي (الميزان، ج18، ص258

[10] ) تفسير الطبري (ج 10، ص 120)

[11] ) الأمثل (ج 16، ص 412)

[12] ) تفسير نور الثقلين لنعمة الله الصالحي (ج 5، ص 45)*

[13] ) تفسير الطباطبائي (الميزان في تفسير القرآن، ج18، ص246)

[14] ) مكارم الشيرازي (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج16، ص407

[15] )  المرجع الإمام الخميني، الحكومة الإسلامية، دار التعارف، بيروت، 1979، ص 35.

[16] ) المصدر السابق: التعارف، بيروت، 1979.

[17] ) – الإمام الخميني، الخطابات السياسية، جمعية المعارف الإسلامية، ج 2، ص 89.

[18] )  الإمام الخميني، ولاية الفقيه، دار التعارف، بيروت.  ينضر:الإمام الخميني، الحكومة الإسلامية، دار التعارف، بيروت، 1979.

[19] ) د. رضوي السيد، “الإسلام والسياسة في إيران”، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية،جز1, ص123

[20] )   المصدر السابق، 2003، ص 67. 

[21] ) محمد حسنين هيكل، “الثورة الإيرانية”، دار الشروق، 1981، ص 210.

[22] ) الإمام الخميني، الخطابات السياسية، جمعية المعارف الإسلامية، ج 2، ص 145.

[23] ) د. إبراهيم الداقوقي، “الثورة الإيرانية: دراسة في الأسباب والنتائج”، مركز الدراسات الإستراتيجية، 1999، ص 144.

[24] ) د. حسن حنفي، “اليسار الإسلامي”، دار التنوير، 2007، ص 210.

[25] ) العلامة للطباطبائي , نفسير الميزان , طبعة بيروت , ج18، ص12

[26] ) المصدر السابق, الجزء 18، صفحة 258

[27] ) المصدر السابق (ج 18، ص 258)

[28] ) تفسير الأمثل لمكارم الشيرازي (ج 16، ص 407)

[29][29] ) الميزان (ج 18، ص 260)

[30] ) تفسير الطباطبائي (الميزان، ج18، ص258

[31] ) تفسير نور الثقلين لنعمة الله الصالحي (ج 5، ص 45)*

[32] ) محمد حسنين هيكل، “الثورة الإيرانية”، دار الشروق، 1981، ص 210.

[33] ) الإمام الخميني، الخطابات السياسية، جمعية المعارف الإسلامية، ج 2، ص 145.

[34] ) تفسير الطبري (ج 10، ص 120)

المنشورات الأخرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

المنشورات الأخيرة

المحررون

الأكثر تعليقا

المقاطع المرئية