البعد العرفاني والسياسي في حياة الامام  الخميني

الشيخ د. وهاب الدراجي , دكتوراه في الفقه والأصول

المقدمة

قال تعالى   “(اولئك  الذين هدى الله فبهادهم اقتده )(1)  

  كان الامام  الخميني قدس سرة قدوة حسنة في قيادته لامته  ومثل اعلى في عرفانه لمريديه  وشجرة مباركة مثمرة  طيبة اتت اكلها في عصره لشعبه الذي عاش معهم وكذلك خيرا دائما للأجيال اللاحقة من بعدة   يقول العلامة الآصفي في مجال القدوة الصالحة :

من خصائص القدوة  في الحياة الاجتماعية انه يسهل  ويسع عملية نقل الحضارة  من جيل الى جيل  ويعمق هذه القيم في حياة الناس (2)

وكان حقا دور الامام الخميني حاميا للحضارة الاسلامية من التخريب الغربي والتهديم الشرقي تجد هذا القائد اعلن هوية حركته وماهية ثورته ومنهج سلوكه لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية

لو تصفحنا حياته المباركة  واختصرنا النظر على حياته السياسية والعرفانية  وهما الصفتان البارزتان في  حياته و قل من يجمع بينهما غيره   وندر من يحقق مقصدهما سواه  وكأنهما مسلكان متباينان وطريقان مختلفان ، وكأن ميدان العرفان  هو ملازمة الكهوف والابتعاد عن الناس والانشغال بالعزلة والاذكار بعيدا عن الانظار   والاعراض  عن كل شيء يشغله عن الخلوة بالمعبود او التفكير بالمعشوق اما السياسة فميدانها  الحضور في ساحة المواجهة مع الطاغوت  والجبروت  وهذا يتطلب الانشغال  بشؤون الامة  ومصالحها  وتخليصها  من ايدي الظالمين  وهيمنة المستكبرين وايصالها الى ساحة الامن والامان في الدنيا والاخرة

استطاع لكن نجد ان هذا القائد الفذ والعارف المخلص جمع بينهما ووفق في قطف ثمرتها بأكمل وجه واتم طريقة فكان ينظر الى ان السياسة هي عين الدين والدين عين السياسة فكانت نظرته ثاقبة كما وصفه ولده البار احمد الخميني رحمه الله

1- سورة الانعام ، الآية 90

2-  محمد مهدي ، الآصفي، في رحاب عاشوراء ، مؤسسة نشر الفقاهة ص ص82و83

حيث  يقول :

وقد دلت نظرة الامام الثاقبة ، واستثماره  لمستجدات الظروف  في الوقت المناسب ، على عمق وعي سماحته  ومعرفته الدقيقة  بأوضاع العالم وايران بشكل خاص ، بالرغم  من بعده عن الوطن لفترة طويلة (1)

 كان يرى الامام ان سر نجاح الانسان هو  ان  يخلص  لربة ويخدم عباده ويجاهد اعدائه  وهذا  ينتج من معركتين كبيرتين وجهادين عظيمين  ، احدهما في ساحة النفس  ،وهو الجهاد الاكبر  ،والاخر  مع الطاغوت وهو الجهاد الاصغر

وقد واجه الامام رضوان الله عليه في مواجهته للطاغوت  ودخوله بالسياسة  ومقارعة الظالمين  اعتراض من بعض رجالات الحوزة وقد بين ذلك ولده احمد بقوله :

لقد كانت الاشكالية  الوحيدة لهؤلاء  على الامام انه يتدخل  في السياسة  وان نهضته  ادت الى تعطيل  دروسهم ،  حتى ان احدهم هاجم الامام  بلا خجل  متهما اياه بان ثورته  كسرت حرمة المراجع اذ ادى ذلك الى اعتقال الامام  مما فتح الباب امام اعتقال المراجع (2)

1- سطور  في الحياة السياسية  للأمام الخميني  بقلم السيد احمد الخميني نجل الامام رض اعاد وتقديم ، وهاب الدراجي ص33

2-  حمود فزيع ، كتاب  روح الله ، ط1 ، 1429 ه ،

بعد هذه المقدمة الوجيزة  والتي احتوت على اشارات عامة من منهج الامام الخميني  في البعد السياسي والعرفاني ندخل  في بيان وتفصيل هذين البعدين  

اولا: البعد  العرفاني :

 يعتبر هذا البعد  هو الاساس  في حركة الامام  وثورته  وانقياد الامة لقيادته فقد وطد الامام علاقته مع الحق  سبحانه وتعالى وباشرها بجوانحه وجوارحه وسعى بكل جهده وسعيه ان تكون هذه العلاقة خالية من كل شائبة او مراد غير الله جل شانه  فلقد رسم الامام  ملحمة العشق الالهي  من خلال سلوكه  فكان العابد الزاهد   والعارف العاشق  وقد  ابرز ذلك من خلال ما سطرته انامله الشريفة من ابيات شعرية عشقية في هذا المجال  حيث يقول :

لقد سبتني يا حبيبي …………. شامة  في  شفتيك

وسقت قلبي  سقما …………..نظراتي في مقلتيك

ذهلت نفسي عن  نفسي ” انا الحق” صرخت

                          فاشتريت مثلما  الحلاج  يوما حبل شنقي

 شجن المحبوب القى  في فؤادي  نار عشق

                         ازهقت روحي  فصرت قصة في كل خلق

 اشرعوا  بوابة  الحان  امامي  كل  وقت

                          فلقد  ملّ   فؤادي   كل  محراب  ودرس

 ولقد القيت اثواب الزهادات واثواب الرياء

                           وارتديت خرقة الشيخ  فزار الصحو رأسي

 واعظ البلدة كم اذى من الوعظ  فؤادي

                          فطلبت العون  من انفاس  مصروع  بكأس

 فدعوني اذكر الاوثان هذا ما اردت

                                    فبأيدي  الحانة اني  قد   صحوت(1)

 هذه الملحمة العشقية تشير الى شدة الوله وعمق الحب  وسعة العشق الالهي الذي اخذ  مأخذه من قلبه الشريف واستولى على وجوده  فاتسع فؤاده لهذا الحب وامتزجت روحه القدسية بهذا المعشوق الحقيقي

1- سطور في الحياة  السياسية للأمام الخميني ، بقلم السيد احمد الخميني ، اعداد وتقديم وهاب الدراجي ص3

الذي تمكن من قلبه واصبح قلبه عرش الله كما بين ذلك مولانا الصادق عليه السلام

روي ان قلب المؤمن  عرش الرحمن  وروي ايضا في الحديث القدسي ( لم يسعني سمائي  ولا ارضي  ووسعني قلب عبدي المؤمن ) (1)

ولو تأملت قليلا في بعض معاني هذه  الكلمات من  الابيات الشعرية العشقية السالفة ولاحظت معانيها الظاهرية لأصابك العجب وانتابتك الدهشة   وهيمن عليك الاستغراب وهل من المعقول ان يصدر هذا الكلام وهذه العبارات  من شخصية كشخصية الامام الخميني رضوان الله عليه ؟ ام هناك معاني عرفانية عميقة لا يدركها الا اهل الذوق ولا يتذوقها الا اصحاب القلوب المفعمة بحب الله  ، ولو تصفحت معناها وحملتها على معناها الظاهري  قد تستغرب من ذكرها على لسانه الشريف  وكأنها تشير الى الملل الكبير والجزع الشديد من المسجد  والمدرسة وهو الذي قضى جل عمره ومعظم حياته  بدراسة الفقه والاصول وعلم الكلام والفلسفة فكيف يجزع من المسجد والمدرسة

 وهما مهدا للعلم والتقوى واصبحا جناحي الوصول الى الله سبحانه  وتعالى  والجواب عن هذا الامر الغريب  ان المحراب اي المسجد والمدرسة هما وسيلتان يحملان العبد الى لقاء ربه  وطريقان يأخذان العاشق الى ساحة  معشوقه  فيظهر من هذا يظهر  انهما ليسا مطلوبين لذاتهما فكم من علم اصبح حجابا  وكم من عبادة اصبحت  سترا من  دون الله  بعد ان  اصاب العلم العجب او التكبر  او ابتليت العبادة بالرياء  والسمعة  فيصبحان لا قيمة لهما في قاموس اهل العرفان فلا يزيدان العبد الا شقوة  والعاشق الا بعدا

يقول السيد عبد الله فاطمي  في كتابه  نهاية العشق :

فهما ما خوذان على نحو الطريق لا الهدف  وكذلك يطلب خرقة الشيخ  فلدى المتصوفة بحث مفصل ولا ضرورة للخوض فيه  ويراد به ( الخرقة ) في عرف

1- بحار الانوار – العلامة محمد باقر ، المجلسي –ج  55 ،ص39

بعض كبراء اهل العرفان – على نحو عام  –  هو الكناية عن التأهيل  والصلاحية  واللياقة (1)

 وقيل ان الخرقة  هي الخرقة المعنوية التي تشير الى التحول الروحي والتبدل المعنوي  يقول صاحب كتاب العرفان الشيعي  الدكتور خنجر علي حمية  في معني الخرقة :

  …. لا الذي ذكر من الخرقة  المصنوعة المعمولة  من الصوف او القطن  او غيرهما ، فان كل احد يعرف  ان الخرقة الصورية ما لها دخل في تحصيل الكمالات الانسانية  الموقوفة على الارشاد  والهداية من الانبياء  والاولياء والمشايخ

الكمل …. لا الخرقة الصورية … وعند التحقيق كأنها اشارة   لطيفة  وكناية شريفة  الى لبس الخرقة المعنوية  من يد هؤلاء المذكورين عن طريق الاتصاف بأوصافهم

وقاعدة السلوك على سبيلهم  التي هي التخلق بأخلاقهم ، والى هذا  المعنى اشار الحق تعالى  وقال في كتابه ( وريشا ولباس التقوى ) (2)

  ومعلوم ان التقوى  مالها لباس لكنها اشارة  الى ستر صاحبها  بلباس التقوى الذي هو الورع  والزهد والعبادة  وتهذيب الاخلاق والتخلق بأخلاق  الله وتأديب  النفس بآدابه (3)     

فالأمام مدرسة متميزة في العرفان اساسها اهل البيت عليهم السلام والقران

 انا لم اعبر الطريق  وحيدا ……………. حين وافيت منزل العنقاء

 انما دلني على الدرب طير…………….. لسليمان  هد هدي الذكاء

1- نهاية العشق  ، السيد عبد الله الفاطمي ص104

2- سورة الاعراف  ،الآية 26

3-  العرفان الشيعي  ، دراسة في الحياة الروحية والفكرية ، لحيدر الاملي  د. خنجر علي حمية  ص56

ثانيا : المحور السياسي

من خلال مطالعتنا لأدبيات الامام الخميني في حركته السياسية  ونهضته الثورية  تتجلى لنا اربعة اسس اعتمدها في حركته من اجل بناء الدولة الاسلامية وانشاء الحكومة في ايران

ولا شك انها مبادئ استقاها الامام من القران الكريم و من مدرسة اهل البيت عليهم السلام

الاول : لا فصل بين الدين والسياسة

الثاني: ينبغي السعي  الى تأسيس حكومة اسلامية في زمن الغيبة

الثالث:  تبتني  هذه  الحكومة على مبدئ ولاية الفقيه

الرابع : هو ان تكون سياسته متصفة بالأخلاق الاسلامية

اما الاول  فالأمام يرى  ان الدين هو السياسة ويعني هذا ادارة امور العباد من ضمن بعثة الانبياء وتسيسهم   هي من شان الانبياء والاوصياء  والفقهاء بخلاف ما ذهب اليه الفقيه مهدي الحائري  حيث يذهب الى خلاف ذلك  ” ان القران  قد حصر وظيفة  الرسل في الابلاغ  ونفى عنهم – كرسل اي وظيفة  اخرى كوظيفة  الحكم والسياسة  قال الله تعالى ( ما على الرسول الا البلاغ )(1)

   وقال ايضا  ( فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر )(2)

وقال كذلك ( وما انت عليهم بجبار  فذكر بالقران  من يخاف وعيد) (3)

 وقد اجاب عن هذه الشبهة السيد كاظم الحائري دام ظله بقوله :

 اقول : ان فهم الآيات – حتى  لو افترضنا  قطع النظر  عن سنة العترة الطاهرة – يتوقف في اقل تقدير على ضم الآيات بعضها الى بعض ،  فان القران يفسر بعضه بعض فلا معنى لتفسير  هذه الآيات المباركات  بمعزل عن  آيات اخرى  كقوله عز وجل ( النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ) 4

1- سورة المائدة  الآية 99  وكذلك سورة العنكبوت  الاية 18  واضافة كلمة المبين)

2- سورة الغاشية  الآيتان  21و22

3- سورة ق ، الآية 45

4- سورة الاحزاب ، الآية 6

 فهذه الآية لوحدها صريحة بان النبي صلى الله عليه واله   ولي على المؤمنين  بمعنى لا يبقى مجالا لنفوذ راي  الاكثرية  عليه  في الامور  لأنه اولى  من انفسهم بهم ، ولو كان  المفروض ان يستمد  شرعية حكمهم  وادارتهم  منهم  لكانوا اولى بأنفسهم منه  صلى الله عليه واله  ولم يكن هو اولى بالمؤمنين  من انفسهم (1)

اذن انطلق الامام الخميني من القران الكريم  في  تبني هذا التلازم بين الدين والسياسة  او قيام الدولة وهناك آيات اخرى تشير الى هذه الحقيقة بشكل ابين  وتصريح اوضح  قال تعالى  (ومن لم يحكم بما انزل الله  فأولئك هم الكافرون) (2)

اما الامر الثاني وهو السعي لأنشاء دولة اسلامية

فكان يسعى الامام الى تحقيقه و ان الدولة هي وسيلة لتحقيق  العدالة الاجتماعية وكذلك من خطاب للأمام الخميني يبين هذا الامر يقول فيه :

 ارجو ان تقام  الحكومة الاسلامية  في ايران  لتتضح للعالمين  مزايا حكم الاسلام  فيعرفو حقيقة الدين الاسلامي  والعلاقة  التي يقيمها  بين الحكومة  والشعوب  وطريقة اقامته العدالة  وطبيعة حياة  الشخص  الاول في الدولة وما يميزها  عن سائر رعيته  فاذا عرف الناس  مزايا  الاسلام  فالأصل  ان يتوجه  الجميع اليه (3)

1-   السيد كاظم الحائري ، المرجعية والقيادة  مكتبة الكلمة الطيبة بغداد ط1  ص231

2- سورة المائدة الآية 44

.3-  الكوثر   ج2  ص473،  مجموعة من خطابات  الامام الخميني  ، (رض) التي تتضمن  تسجيلات  لوقائع  الثورة الاسلامية  من عام 1962م-1978م الخطاب رقم 62  مؤسسة تنظيم  ونشر اثار الامام الخميني  -الشؤون الدولية ط1 1996م  )

من خلال هذا الخطاب وغير نفهم ان الامام كان يسعى بجد واجتهاد من اجل تحقيق الحكومة الاسلامية الرائدة  التي تقوم على اساس العدل والمساواة بين افراد الرعية

 والخطاب يشير الى سلوك الرجل الاول في الدولة وينبغي ان يعيش حياة البساطة والزهد  والتواضع للامة  كما كانت حياة الرسول صلى الله عليه واله والامام علي عليه السلام ايام دولتهما  لا تجد فرق في حياتهما او تفاوت في معيشتهما قبل الدولة او بعدها وقد افصح امير المؤمنين  عليه السلام في نهج البلاغة الى هذه الحياة  الزهيدة  ( الا وان لكل ما موم اماما  يقتدي به ويستضيئ  بنور علمه  الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه  بطمريه  ومن طعمه بقرصيه ….. ثم يقول  فوالله  ما اكتنزت من دنياكم تبرا  ولا ادخرت  من غنائمها  وفرا ، ولا اعددت  لبالي ثوبي  طمرا  ولا حزت من ارضها شبرا  ……ثم يقول   ولو شئت لاهتديت الطريق  الى مصفى  هذا العسل  ولباب هذا القمح  ونسائج هذا القز ولكن هيهات ان يغلبني  هواي  ويقودني جشعي الى  تخير الاطعمة   ولعل بالحجاز  او اليمامة من لا طمع  له  في القرص  ولا عهد له بالشبع او ابيت مبطانا  وحولي بطونا  غرثى  واكباد حرى  او اكون كما قال القائل

 وحسبك داء  ان تبيت ببطنة  …………..  وحولك اكباد تحن الى القد

ااقنع من نفسي بان يقال : هذا امير المؤمنين ن ولا اشاركهم  في مكاره الدهر  او اكون  اسوة لهم في  جشوبة العيش  ما خلقت ليشغلني اكل الطيبات  كالبهيمة المربوطة ، همها علفها او المرسلة  شغلها تقممها (1)

 ويرى الامام هذا الامر هو تنصيب الاهي  مارسه بعض الانبياء والاوصياء  عليهم السلام   وعلى العلماء مواصلة هذا  الطريق  وتحقيق  هذا الوعد الالهي لا كما يذهب اليه  مهدي الحائري وغيره

1-  نهج البلاغة شرح  ميثم بن علي بن ميثم ، البحراني  ، كتاب 44 ج4 ص 311 ط1  منشورات الفجر

فيقول مهدي الحائري :

 ( وانما الحكومة  للناس  وهذا لا ينافي  ما نراه في التاريخ  من ممارسة  بعض الانبياء  والائمة الحكم  لأنه بتقليد الناس اليهم قلادة الحكم   لم يكن بما هم انبياء  او ائمة  ومالكين  لهذا  المنصب من قبل الله تعالى (1)

 ويرى ثالثا : ان ولاية الفقيه  هو الحكم المطلوب شرعا  وان الذي يمثل هذا المنصب الالهي على راس الحكم هو الفقيه وهناك  مباني اربعة  في مبدأ ولاية الفقيه وهي:   

1- المنكرون لولاية الفقيه

2 – المؤمنون بها بحدود ملء منطقة الفراغ

3-  المثبتون لها كولاية مطلقة عامة ولكن بالانتخاب

4- المثبتون  لها كولاية  مطلقة ولكن بالنص

 ويذهب الامام الى القول الرابع بان  بان الولاية مطلقة  ومنصوصة من قبل المعصوم عليه السلام  للفقيه الجامع للشرائط  ولكن هذا النص بالصفات لا بالذات

يقول السيد الحائري دام ظله

المبنى الذي  بنى عليه السيد  الخميني  رحمه الله   وهو ان الفقيه قد اعطي  الولاية العامة  من قبل المعصوم عليه السلام  ووكالة عنه  فولايته  على الامة  وان كانت بالوكالة  عن المعصوم  عليه السلام  وليست ولاية ذاتية  له ، الا انها لم تحصل له عن طريق  بيعة الامة  له وانتخابها له  بل عن طريق نص المعصوم   على ذلك

ووفق هذا المبنى ، فان امر الفقهاء نافذ سواء بويعوا ام لا ، وسواء انتخبوا  ام  لا، وان كانت هذه البيعة  والانتخاب مؤكدة لتلك الولاية (2)

وكان على هذا المنهج وفى هذا الطريق وتبني هذا المبنى الفقهي المقدس  اي ولاية الفقيه  والتصدي للاستكبار العالمي هو  السيد الولي  الامام الخامنئي  (دام ظله) حيث يقول : نحن نشعر بالفرح  والفخر فنحن مرمى لسهام المستكبرين  وبغضهم وعداوتهم من اجل الله وبسبب القران الكريم (3)  

ثم يقول ان ما ينفذ الى القلوب ويسري في جوانب المجتمعات البشرية هو الاسلام الحقيقي الذي لا يعرف التخاذل والاستسلام(4)

1-   السيد كاظم الحائري ، المرجعية والقيادة  ،  مكتبة الكلمة الطيبة  ، بغداد ط1 ص223

2- المصدر السابق ص 126

3- لمحات مضيئة من حياة ولي امر المسلمين ، الامام الخامنئي  ، وهاب الدراجي ، ص158

4- من حديث السيد القائد مع مجمعة من الشعب بتاريخ 1\9\1368شمسي المصدر السابق ص158

الرابع من المبادئ هو  الاخلاق والسياسة

اهتم كثير من المفكرين والفلاسفة منذ القدم  بمسالة الاخلاق والسياسة  ومن اعظم الفلاسفة في التاريخ البشري هو  افلاطون الذي يؤكد هذا  المبدئ في المدينة الفاضلة   وغيرها  وكان الامام الخميني من رواد هذه المسالة ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان تنفصل الاخلاق عن السياسة  ويعتبر السياسة والاخلاق امرين مهمين في الاسلام وبعثة النبي الاكرم  ( انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق “)

 يقول صدرا علي رضا :

بين الاخلاق  والسياسة  رابطة تعامل  وثيقة  تعطي لكل منهما فكرا ومفهوما متبادلا  حسب ما يراه فلاسفة السياسة كالحكيم  ابو نصر الفارابي  والخواجة نصير الدين الطوسي وان الامام الخميني  قدس سره )  يرى ان الاخلاق  والسياسة معا  تعتبران من الامور  الهامة في  الاسلام  وللعمل بقوانين مثل  العدالة  وازالة الظلم  والجور يتوجب  عامل بالقوانين  وتشكيل حكومة  ويتوجب ايضا  على الاجهزة الحكومية  والمسؤولين  مراعاة الاخلاق الاسلامية (1)

 وقد نقل عنه هذا القول بشهرة واسعة وهو قوله رضوان الله تعالى عليه

(ان يقال  لي خادم افضل من ان يقال لي قائد  فالقيادة ليست مهمة  المهم هو الخدمة  والاسلام امرنا  ان نخدم )

1-  تعامل الاخلاق والسياسة  صدرا ،علي رضا  ، ص15

المنشورات الأخرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

المنشورات الأخيرة

المحررون

الأكثر تعليقا

المقاطع المرئية